حمولة ...

لم يقل القرآن في هذه الآية: « إنمّا المؤمنونَ متّحدون »، على الرغم من أن المتحدون جيدة أيضاً؛ ولكنه قال: أخوة، لها طابع ولون عاطفي وإنساني و تضمّ كل ما في الوحدة،  مع قيم مضافة أكثر؛ يعني هناك قيم وجوانب نفسية أكثر موجودة في لفظ الأخوة.  

  

* آية الله احمد مبلغي

 

* النقطة الخامسة:

 

الإسلام لا يقبل الإختلاف والصراع حتى تحت ذريعة تقوية المذهب

لاشك أن الإسلام بلا مذاهب أمر خاطيء ويجب على الإنسان أن يقبل المذهب الذي يؤمن بناءاً على الدليل.

بقليل من الفحص والدراسة يظهر أن مدخلات المذاهب كانت وما زالت تتضمن الوحدة؛ لكن التعصبات المذهبية كانت تدعو الإنسان ومازالت إلى الشقاق باسم المذاهب.

 

الإسلام لا يقبل الإختلاف والصراع حتى لو كان هذا الخطر وهذا الشقاق تحت ذريعة تقوية المذهب؛ من الممكن أن يفرح أصحاب المذاهب بذلك و يرضون به ويقبلون به ويعتقدون أنهم يقومون بواجب ديني. هذا تصورهم. دين أول شيء أوصى به هو الحض على الوحدة فكيف يمكننا أن نقبل أنه مشغول بجلد نفسه؟! وهل يمكن أن يأتي الإسلام بدين ثم يقوم بعد ذلك بتدميره؟

الإسلام لا يقبل الإختلاف والصراع حتى لو كان هذا الخطر وهذا الشقاق تحت ذريعة تقوية المذهب؛ من الممكن أن يفرح أصحاب المذاهب بذلك و يرضون به ويقبلون به ويعتقدون أنهم يقومون بواجب ديني. هذا تصورهم. دين أول شيء أوصى به هو الحض على الوحدة فكيف يمكننا أن نقبل أنه مشغول بجلد نفسه؟! وهل يمكن أن يأتي الإسلام بدين ثم يقوم بعد ذلك بتدميره؟

 

 

 النقطة الثالثة هي أن الخطر الذي يهدد الدين ليس من جهة واحدة فقط، بل من جهات مختلفة و مجالات عديدة و يوجد أسباب مختلفة وأسباب كثيرة كل منها قابل لأن يكون خطراً يطل برأسه و يهدد الوحدة، وليس المذهب هو ما يتحول إلى سبب للخطر! جاء المذهب ليعزز الدين؛ جاء ليظهر و يحدد فكر من الأفكار الموجودة حول دين واحد؛ و جاء ليحمي الدين؛ هذه هي حقيقة المذهب. لكن بسبب جهل البعض و التعصب للمذهب يكون هناك مستمسك لدى البعض من أجل الإضرار بالوحدة.

 

* النقطة السادسة:

 

إيجاد صلح بين الأمة مهمة ضرورية وعاجلة  

القيام بالإصلاح يجب أن يكون فورياً وعاجل. حرف الفاء في (فأصلحوا) فاء التفريع. يعني ليس هناك فرصة للتأخير والتأخّر ويعني أنّ موضوع واحد (أصلحوا بين الأخوة) يتصل بموضوع آخر (إنما المؤمنون أخوة). وإذا وُجد فجوة أو تباعد بين هذين الأمرين فإن تلك الفجوة ستولد اختلافات وستلاحقنا تلك الإختلافات وترمينا في التفرقة، وفي النتيجة ستنفلت الأمور من بين أيدينا. لذلك أقيموا السلام؛ يعني ذلك الأمر الفوري والضروري. شرط الوحدة وجود الإصلاح بين الأخوة. هذان الموضوعان قريبان جداً و مرتبطان ببعضهما البعض.

 

* النقطة السابعة:

 

الأخوّة أكبر من الوحدة.

لم يقل القرآن في هذه الآية: « إنمّا المؤمنونَ متّحدون »، على الرغم من أن المتحدون جيدة أيضاً؛ ولكنه قال: أخوة، لها طابع ولون عاطفي وإنساني و تضمّ كل ما في الوحدة،  مع قيم مضافة أكثر؛ يعني هناك قيم وجوانب نفسية أكثر موجودة في لفظ الأخوة. 

   

* النقطة الثامنة:

 

الأخوّة الإسلامية يجب أن تتجسد في قوالب إجتماعية.

يجب أن تتبلور الأخوّة في أُطُر إجتماعية تتلائم و تتناسب مع الوقت والظروف. لا ننسى تلك الفترة من التاريخ حيث قام الرسول(ص) فيها بعقد الأخوة بين كل شخصين. إذا أردنا أن نفسّر هذا الموضوع بالتفصيل فبإمكاننا القول أن عمل الرسول هذا تبلور للأخوّة في قالب إجتماعي و في مؤسسة إجتماعية تتناسب مع ذلك العصر. ونحن اليوم نريد تحويل هذه الأخوة إلى حركة و نجعلها متجلية لذلك علينا أن نُظهر تلك الأخوة و ننظمها بأشكال مختلفة و على مستويات إجتماعية.

إذا تحققت الأخوة الاسلامية هنا في إطار مؤسسة و هناك في جامعة أو مركز أو موقع إلكتروني ففي تلك الحالة ستتجلى الأخوّة أكثر فأكثر. في هذه الحالة نستطيع القول أننا عملنا بآية الأخوة. لكن إذا جلسنا مكاننا وقلنا:  « إنّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم »، في هذه الحالة ماذا نكون فعلنا؟! يجب أن تتجسد الأخوّة الإسلامية و تُظهر و تُنقل إلى المجتمع، ولكن بما اننا لا نقوم بأي حركة تجاه الآية الشريفة المذكورة فسنُصاب بالتراجع. وكما قلت من قبل فإن السبب الأساسي في تخلفنا هو ابتعادنا عن القرآن.

 

 هذه الآية جزء من الآيات التي تركناها و لذلك هذا هو حالنا. من الطبيعي أن الحل الوحيد هو العودة إلى القرآن و قبل كل شيء فهم آيات القرآن و طرحها و العمل وفقها. إننا لم نتابع تلك الآيات بل قمنا بالجري وراء أفكار و أمور أخرى و نطرح دائماً هذه القضية وهي أننا نريد تعزيز الدين والإيمان. لكن ما هي نتيجة أعمال و أفكار الإبتعاد عن القرآن؟ القتل والذبح و التخلف الذي يقوم به التكفيريون و جميع الأعمال الوحشية  وغير الإنسانية، وكذلك غير الإسلامية أيضاً.

يسمي التكفيريون هذه الأعمال دين و تعزيز الدين و دائماً يستخدمون جملة «الله أكبر». ما هي النتيجة التي يحققها قتل إنسان؟ فالله الذي هو رحمة للبشر و رحمان رحيم بالنسبة للجميع و يغفر الذنوب و سبيل و طريقة و دين إسلامه أفضل، ربّ أرسل نبيه بمثابة رحمة للعالمين، ربّ يحب أن تُستر العيوب، فجاء السلفيون ليقوموا بتلك الأعمال باسمه و يسمون أعمالهم تلك دين و يفرحون بها و يتوقعون في يوم القيامة أن يدخلوا الجنة ثواباً على أعمالهم الوحشية التي لا مثيل لها في التاريخ. إن ما حدث و يحدث ليس له مثيل في أي مرحلة من مراحل التاريخ. سمعنا أنه وُجد قتل و ذبح في التاريخ، لكن ليس كما نشاهده اليوم.

الوحدة هي حامي الدين ثمان نقاط هامة في آية الأخوة- الجزء الأول

 

 

 




المستعمل تعليقات